دخلَ الأستاذ سامح منزل تلميذه الثرى المدلل ( سولى )
والمُطل على نهر النيل ، واستقبلتْه الخادمة ( أم على )
والتى تظهرُ ملامحُها أنها تخطتْ الأربعين مِن عمرها رغم
أنها لم تتجاوز ال28عاماً ؛ وذلك مِن قسوة الزمن الذى تركَ
آثاره على وجهها ، ثم قالت :
سيدى سولى مازال يتناولُ إفطاره ؛ لأنه قد استيقظ الآن
وسيحضرُ للحصة بعد قليل ....
فتعجّبَ الاستاذ لأننا وقت العصر ، ونظرَ الأستاذ مِن الشرفة
يسلّى نفسه ؛ لحين حضور تلميذه المدلل ، فرأى العشّاق الذين
التفوا حول شاطئ نهر النيل يتناجون الغرام ،ويعيشون لحظاتٍ
مِن الخيال الممتزج بالأوهام ، وتمنّى لو يطولُ غياب تلميذه
والتفت يساراً ؛ ليرى الأهرامات الشامخة إحدى عجائب الدنيا
السبع ؛ شاهدةً على عصر السُخرة والاستبداد مِن الملوك للفقراء
ثم التفت يميناً ؛ ليرى قلعة البطل العراقى (صلاح الدين الأيوبى)
الذى قهر الصليبيين ، وتجسّدَ له تاريخُ أمته قديماً وحديثاً...
ثم دخلتْ الهانم أم تلميذه بسيجارتها التى أفسدتْ هواء الغرفة
وقالت بلكنةٍ متكبرةٍ :
ها يا أستاذ كيف حال ابنى معك ؟
فردّ الأستاذ بشكلٍ رسمىٍّ يخفى غيظه من غطرستها :
مستواه متوسط ، ولكنه لم يذهبْ للمدرسة منذ أسبوع!!
فعقبتْ الهانم وهى ترنو إعجاباً بوسامة ذلك الأستاذ :
نعم أعلمُ ذلك حيث أنّ المدرسة تضيع يومه ، وأنا أعوضه
بالدروس الخصوصية ؛ فيصبح يومه طويلاً ؛ ليذهبَ للنادى
بسيارته الجديدة مع أصحابه ، ويعيش حياته دون حرمان...
والمُطل على نهر النيل ، واستقبلتْه الخادمة ( أم على )
والتى تظهرُ ملامحُها أنها تخطتْ الأربعين مِن عمرها رغم
أنها لم تتجاوز ال28عاماً ؛ وذلك مِن قسوة الزمن الذى تركَ
آثاره على وجهها ، ثم قالت :
سيدى سولى مازال يتناولُ إفطاره ؛ لأنه قد استيقظ الآن
وسيحضرُ للحصة بعد قليل ....
فتعجّبَ الاستاذ لأننا وقت العصر ، ونظرَ الأستاذ مِن الشرفة
يسلّى نفسه ؛ لحين حضور تلميذه المدلل ، فرأى العشّاق الذين
التفوا حول شاطئ نهر النيل يتناجون الغرام ،ويعيشون لحظاتٍ
مِن الخيال الممتزج بالأوهام ، وتمنّى لو يطولُ غياب تلميذه
والتفت يساراً ؛ ليرى الأهرامات الشامخة إحدى عجائب الدنيا
السبع ؛ شاهدةً على عصر السُخرة والاستبداد مِن الملوك للفقراء
ثم التفت يميناً ؛ ليرى قلعة البطل العراقى (صلاح الدين الأيوبى)
الذى قهر الصليبيين ، وتجسّدَ له تاريخُ أمته قديماً وحديثاً...
ثم دخلتْ الهانم أم تلميذه بسيجارتها التى أفسدتْ هواء الغرفة
وقالت بلكنةٍ متكبرةٍ :
ها يا أستاذ كيف حال ابنى معك ؟
فردّ الأستاذ بشكلٍ رسمىٍّ يخفى غيظه من غطرستها :
مستواه متوسط ، ولكنه لم يذهبْ للمدرسة منذ أسبوع!!
فعقبتْ الهانم وهى ترنو إعجاباً بوسامة ذلك الأستاذ :
نعم أعلمُ ذلك حيث أنّ المدرسة تضيع يومه ، وأنا أعوضه
بالدروس الخصوصية ؛ فيصبح يومه طويلاً ؛ ليذهبَ للنادى
بسيارته الجديدة مع أصحابه ، ويعيش حياته دون حرمان...
وهنا دخل ابنها سولى برفاهيته التى تغيظ كل مَن حوله
ومازالتْ آثارُ النوم والكسل على عينيه ؛ ليقضىَ معه
الاستاذ ساعتين ، ففرح الأستاذ لتخلُّصه مِن حوارها الممل
وعيونها التى خلتْ مِن الحياء الأنثوىِّ الجميل ، ثم هطل
المطرُ بغزارةٍ ، وفى منتصف الوقت أحضرتْ أم على عصير
المانجو ، ثم استأذنتْ للذهاب لمنزلها ، وانتهى الدرس ، ونزلَ
الأستاذ للشارع ، فإذا أم على الخادمة مازالتْ واقفةً فى موقف
السيارات ،فاندهش قليلاً لرؤيتها ، لكنه ركب سيارةً خاصة
(ميكروباس) ، وركبتْ وراءه أم على الخادمة ، وجلستْ
بجواره شاردةً ، كأنها لم تره ، ونوافذ السيارة مغلقةً ؛ تفادياً
مِن المطر ، وخيّم الصمتُ دقائق ، وكأننا خشب مسنّدةً ، بل
موتى فى قبر جماعىٍّ كئيبٍ ، حتى قطعَ السائق صمتنا الرهيب
وفتحَ مذياع السيارة ؛ فانبعث صوتُ أم كلثوم الجميل ، فكانتْ
أغنية ( سهران لوحدى ) وتفجّرتْ الذكرياتُ الحزينة مع
الراكبين ، وهاموا مع مطلع الكلمات الشجية :
سهران لوحدى أناجى طيفك السارى
سابح فى وجدى و دمعى ع الخدود جارى
نام الوجود من حواليا و أنا ....سهرت فى دنياى
أشوف خيالك فى عنيه .......و أسمع كلامك ويايا
أتصور حالى... أيام وليالى.... مرت على بالى
وفوجئ الأستاذ بأم على والتى تجلس جواره ، وعيونها
مغرورقة بالدموع ، فسألها الاستاذ متأثراً:
ماذا يبكيكِ يا أم على؟!
فردتْ أم على :
بصراحة يا أستاذ أنا أعمل عند الهانم مِن العاشرة صباحاً
وحتى السادسة مساء ، وذلك بمبلغ 300جنيه فى الشهر يكفينى
بالكاد أنا وأولادى الثلاثة بعد أن طلقنى أبوهم ، وابتعدَ عن
حياتنا تماما ، واليوم ابنتى مريضة وطلبتُ من الهانم سلفةً
لتخصمَها مِن راتبى فى الشهر المقبل ؛ لأذهبَ بها للطبيب
ولكن الهانم رفضتْ ، والذى غاظنى أن الهانم عندها (قطة)
تربيها ، وتخافُ أنْ تلدَ ، وتملأ منزلها قططا فأحضرتْ لها
طبيبا ؛ ليجرىَ للقطة عملية جراحية لاستئصال الرحم فلا تلدُ
القطة أبداً ، وتكلفتْ هذه العملية أكثر مِن 600 جنيه مما يعنى
ضعف راتبى ، وإننى أظلُّ واقفة أكثر مِن ساعةٍ أنتظرُ السيارة
الحكومية الرخيصة (الأوتوبيس) ؛ لأوفرَ المال فلا يضيع راتبى
على المواصلات ، ولكن الأوتوبيس تأخّرلظروف المطر
فاضطررتُ لركوب تلك السيارة الخاصة ، والتى تفسد لى
ميزانيتى المالية ....
وهنا قال الأستاذ ، وقد تحرّكتْ داخله مشاعر الإنسانية المعذبة
بهموم غيرها : هونى عليكِ يا أم على فالله موجود ...
ثم تحدّث بالمحمول إلى أحد الأطباء الأصدقاء ؛ لينتظره
وذهبَ الثلاثة إلى حىٍّ شعبىٍّ امتلأ بكلّ مظاهر السوء
وانعدام كل الخدمات الانسانية ، حتى تمّ علاجُ ابنتها
وعاد لمنزله المتوسط ، وحمد الله - تعالى - شاكراً على أنه
مِن الطبقة المتوسطة ، وقد امتلأ شفقة على الخادمةأم على
الفقيرة ،وانفجرَ حقداً على الهانم الثرية المتغطرسة....
ولكنّ أحلامه الرومانسية تحولتْ إلى كوابيسَ مِن الأحزان
على تلك الخادمة ، ومَن فى ظروفها........
بصراحة يا أستاذ أنا أعمل عند الهانم مِن العاشرة صباحاً
وحتى السادسة مساء ، وذلك بمبلغ 300جنيه فى الشهر يكفينى
بالكاد أنا وأولادى الثلاثة بعد أن طلقنى أبوهم ، وابتعدَ عن
حياتنا تماما ، واليوم ابنتى مريضة وطلبتُ من الهانم سلفةً
لتخصمَها مِن راتبى فى الشهر المقبل ؛ لأذهبَ بها للطبيب
ولكن الهانم رفضتْ ، والذى غاظنى أن الهانم عندها (قطة)
تربيها ، وتخافُ أنْ تلدَ ، وتملأ منزلها قططا فأحضرتْ لها
طبيبا ؛ ليجرىَ للقطة عملية جراحية لاستئصال الرحم فلا تلدُ
القطة أبداً ، وتكلفتْ هذه العملية أكثر مِن 600 جنيه مما يعنى
ضعف راتبى ، وإننى أظلُّ واقفة أكثر مِن ساعةٍ أنتظرُ السيارة
الحكومية الرخيصة (الأوتوبيس) ؛ لأوفرَ المال فلا يضيع راتبى
على المواصلات ، ولكن الأوتوبيس تأخّرلظروف المطر
فاضطررتُ لركوب تلك السيارة الخاصة ، والتى تفسد لى
ميزانيتى المالية ....
وهنا قال الأستاذ ، وقد تحرّكتْ داخله مشاعر الإنسانية المعذبة
بهموم غيرها : هونى عليكِ يا أم على فالله موجود ...
ثم تحدّث بالمحمول إلى أحد الأطباء الأصدقاء ؛ لينتظره
وذهبَ الثلاثة إلى حىٍّ شعبىٍّ امتلأ بكلّ مظاهر السوء
وانعدام كل الخدمات الانسانية ، حتى تمّ علاجُ ابنتها
وعاد لمنزله المتوسط ، وحمد الله - تعالى - شاكراً على أنه
مِن الطبقة المتوسطة ، وقد امتلأ شفقة على الخادمةأم على
الفقيرة ،وانفجرَ حقداً على الهانم الثرية المتغطرسة....
ولكنّ أحلامه الرومانسية تحولتْ إلى كوابيسَ مِن الأحزان
على تلك الخادمة ، ومَن فى ظروفها........
تمت بحمد الله
بقلمى
سمير البولاقى
ملحوظة : برجاء لكل من ينقل قصصى لمواقع أخرى ، بأن يكتب أسفلها كلمة ( منقول ) حتى لا يتعرض للإحراج ، لأننى أتابع أعمالى على كل مواقع البحث ، وأعمالى مسجلة فى المحاكم المصرية ، لضمان حفظ حقوقى الأدبية ، وللجميع تحياتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق