الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

أحببتُ تلميذتى ( قصة قصيرة بقلمى)

وقفَ الأستاذ ( شديد ) مدرس التاريخ فى الفصل

وسط خوف التلاميذ مِن نظرته القوية التى

تجعلُ الواحد منهم يمتلئ مِن الرعب ؛ خوفاً مِن

أنْ تطوله يدُ الأستاذ العنيف ، وأما الأستاذ

( شديد ) فأخذ يفكرُ فى حاله ، وكيف أصبحَ


مدرساً للثانوى ولم يتعدَّ عمره ( 32 ) عاماَ

فكم مِن الدراساتِ قد حصّلها ليصلَ إلى مافيه

  ثم أخذته لحظاتٌ مِن الحسرة والمرارة على

طلاقه السريع ، بعد زواجٍ لم يدمْ أكثر مِن سنةٍ


واحدةٍ ، فلايدرى هل كان الطلاقُ بسبب شدته

أم تمسكه برأيه ، وكيف أنه لم يقلْ عن طلاقه

لأى أحدٍ مِن زملائه حتى الآن ، فالجميعُ

يعتقدون بأنه إنسانٌ سعيدٌ فى زواجه ...


وبينما هو يفكرُ إذا بأحد المفتشين فى مكتب


الناظر ، يطلبُ منه مدرساً لمدرسة البنات

الثانوية حيث أصبحَ هناك عجزٌ ؛ لأن أحد

المدرسين هناك قد سافر للعمل بدولة الإمارات


ويتمنى المفتش لو يرشحُ له الناظر مدرساً

قوى الشخصية ، وطبعاً يكون متزوجاً

كى لايضعفَ أمام الطالبات ، وخصوصاً وأنّ

كثيراً منهن قد جاوزتْ العشرين مِن عمرها

فاختار الناظر الأستاذ شديد لهذا المكان

ليتسلمَ عمله غداً فى مدرسة البنات ، وفى

حى غرب القاهرة دخل الأستاذ شديد المدرسة


فوجدَها تزيدُ عن الأربعة الاف فتاةٍ ثم دخلَ

الفصل ، فوجدَ أنّ عدده قد وصل لسبعين طالبة

فظلّ عدة أيام يشرحُ دروسه ، ثم ينصرفُ فى

هدوءٍ ، حتى وجد طالبة تظهر ملابسها


مظاهر الثراء ، وإذا بها ابنة رئيس الشرطة

وكانت تضايقُ زميلاتها دائماً ، والكل

يطلبُ رضاها ، حتى ناظرة المدرسة ، ولما


نستْ نفسها فى الحصة ، وبّخها الأستاذ

( شديد ) ، فقالتْ له بتكبرٍ : أنتَ نسيتَ

نفسكَ ولا إيه ؟!....هو أنتَ مش عارف أنا


مين ؟ !... 


وهنا انفعلَ الاستاذ ، وصفع الطالبة المتكبرة


( يارا ) وسط ذهول

الطالبات ، وذهولها ، فطلبتْ أباها مأمور


القسم على التليفون المحمول وبسرعةٍ حضر

رجالُ الشرطة ، وقبضوا على الأستاذ .....

وفى اليوم التالى قالتْ زميلة ليارا :


إن الطالبات فرحن لأن الأستاذ ضربكِ

ولم يعتذرْ إليكِ ، وفى ذلك قمة الاهانة لكِ

وأنصحكِ لو تُخرجيه من السجن ؛ ليعتذر لكِ...


فطلبتْ مِن والدها أنْ تزورَ الأستاذ فى السجن


وعرضتْ عليه أنْ يُفرَج عنه ، ويعود للمدرسة

فى مقابل أنْ يعتذرَ لها ، ولكنه رفض بكل

شموخٍ ، وفشلتْ فى اقناعه .....

ومرتْ ثلاثة أيام لايشغلها إلا كرامتها ، وأنْ


يعتذر لها الأستاذ أمام الطالبات ،وهنا قررتْ

أنْ تستخدمَ سلاح المرأة فى المكر ، وجعلتْ

والدها يفرج عنه ، وأفهمتْ الأستاذ أنها نادمة

على سجنه ، وترجوه أنْ يسامحَها ، وأنْ

يعودَ للمدرسة ، وأنها أصبحتْ لا تنتظرُ منه

أى اعتذارٍ ، ثم طلبتْ منه أنْ يعطيها درساً

خصوصياً لوحدها فى منزلها ، وعندما


حضر لمنزلها أرادتْ أنْ تذله بحبها

وعرضتْ نفسها عليه ، لكنها لم تلحقْ لأنّ

آذان المغرب كان عالياً فى المسجد المجاور

لمنزلهم ، وفوجئتْ بالأستاذ يطلبُ منها الوضوء

لتشاركَه الصلاة الجماعية فتظاهرتْ بإطاعة

كلامه ، ولتفعل بعد الصلاة ماتريد ، ووقفتْ

خلفه وهو يتلو آيات القران الكريم بصوتٍ


جهرىٍّ رائعٍٍ ومؤثر وإذا بها تنسابُ دموعُها

ندماً على ما كانت تفكر فيه ، وعلى

كبريائها المزيف ، وهنا بدأتْ تسمع لهمس


قلبها ، ولحن خفقاته ، وبدأ الحبُّ الطاهر

يتغلغل فى أعماقها ، واعترف الأستاذ آخيراً

بحبه لها ، وفى لحظةًٍ من الصفاء قال لها

الأستاذ مداعبا : ما أهم شيئٍ أعجبكِ فىّ

يا حبيبتى ؟..

فردت يارا وقد عدلتْ مِن حجاب شعرها


الذى ارتدته مؤخراً تنفيذاً لرغبة حبيبها

الأستاذ : كل شيئٍ فيكَ يعجبنى ...ولكن

يبقى أهم ما أعجبنى فيكَ ، وهو عصبيتك ...


لأنى أحب الرجل العصبى...

فبادرها الأستاذ بابتسامةٍ فيها حنو أبوى :


أنتِ أيضاً كل شيئ فيكِ حلو...

ولكن تبقى لديكِ صفة حلوة ظهرتْ بعد تغير

شخصيتكِ للأحسن ، وهى كلمة ( حاضر )


فعندما تقوليها لى ، أشعر بأنى خادمكِ المطيع ..

وهبتْ العاصفة منذرةً بفراقٍ وشيكٍ ، فلقد


جاءَها عريس ثرىٌّ وافقَ عليه أهلها

ولكنّها رفضتْ وبإصرارٍ ، وصرّحتْ لأمها

بحبها للأستاذ ، فذهبتْ أمها للأستاذ


وطلبتْ منه إنْ كان حقاً يحبُ ابنتها ، ويتمنى

لها السعادة ، فعليه أنْ يتركَها ؛ لتعيشَ

مع إنسانٍ يناسبُها عمراً ، ومن نفس


مستواها الاجتماعى ، لأنّ الأستاذ أكبر مِن

ابنتها ب ( 13 ) سنة ، وأيضاً فإنّ مستواه

المادىّ أقل كثيراً مِن مستواهم المادىّ ، وإنّ


الحب تضحية وعليه أنْ يبعدَ عن حياة ابنتها..

واقتنع الأستاذ شديد بكلام والدة يارا


وحصل بسرعةٍ على عقد عمل بدولة قطر

ليبعدَ عمَن أحبها قلبه ، ويعودَ للوحدة

والحزن والحسرة والمرارة ، فهم أصدقاؤه


الذين لايفارقونه أبداً ...

ليكونَ الفراق قدرا دائما...............

تمت بحمد الله

بقلمى

سمير البولاقى


ملحوظة : أرجو من الأخوة الكرام الذين ينقلون قصصى إلى أى مواقع أخرى ؛ بأن يكتبوا أسفلها كلمة ( منقوووول ) حتى لايتعرضوا للإحراج ، لأنى أتابع أعمالى على كل المواقع ، وكذلك فإن قصصى مسجلة بتاريخها بكل الطرق القانونية ؛ لضمان حفظ حقوقى الأدبية ، وللجميع تحياتى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق