خرج الأستاذ ( عبد المتجلى ) من مدرسته
التى يعمل بها ظهرا ، متجهاً لعمله المسائى
بشركته الخاصة لقطع غيار السيارات ، وفضل
أن يقضى الساعة على المقهى بدلا من
الغداء بالبيت مع زوجته المتسلطة ، واحتسى
الشيشة ؛ ليخرج الدخان من فمه ممتلئا
بالآهات وزفرات الأحزان ، فيتذكر المرحلة
الأولى من حياته ويناجى نفسه :
كان أبى تاجرا ثريا وكنتُ ولده الوحيد مع
شقيقاتى البنات ، فكان يخاف علىَّ من رفاق
السوء ، فأبعدنى عن الناس وأحفظنى القرآن
الكريم ، وحرص على تعليمى وتفوقى
الدراسى ؛ لأكون موظفا بالحكومة رغم ثرائنا
وعدم حاجتنا للوظيفة ، وفى المساء
التى يعمل بها ظهرا ، متجهاً لعمله المسائى
بشركته الخاصة لقطع غيار السيارات ، وفضل
أن يقضى الساعة على المقهى بدلا من
الغداء بالبيت مع زوجته المتسلطة ، واحتسى
الشيشة ؛ ليخرج الدخان من فمه ممتلئا
بالآهات وزفرات الأحزان ، فيتذكر المرحلة
الأولى من حياته ويناجى نفسه :
كان أبى تاجرا ثريا وكنتُ ولده الوحيد مع
شقيقاتى البنات ، فكان يخاف علىَّ من رفاق
السوء ، فأبعدنى عن الناس وأحفظنى القرآن
الكريم ، وحرص على تعليمى وتفوقى
الدراسى ؛ لأكون موظفا بالحكومة رغم ثرائنا
وعدم حاجتنا للوظيفة ، وفى المساء
يصحبنى معه لشركته التى ورثتها عنه
ليعلمنى أصول التجارة ، حتى مرت الأيام
وكبرتُ وتخرجتُ فى الجامعة ؛ وعملتُ معلماً
بإحدى مدارس الحى ، وفى المساء أذهب
لأدير شركة والدى كما أراد وخطط لى
وماكان لى أى صديق أفضفض له بمكنون
صدرى ، أو أستفيد من تجاربه ، حتى فوجئتُ
بوالدى يخبرنى بأنه قد خطب لى ابنة خالى
( زينب) ، ودون أن يستشيرنى ، رغم أنى
أشعر بأنها مثل أختى ، ولاأحس بأى مشاعر
تجاهها ، ولكنى صدعتُ لأمر والدى كما
تعودتُ دوماً ...
*********
انتهى حجر الشيشة وأفاق (عبد المتجلى)
على نهاية الدخان فغادر المقهى متجهاً
لشركته ، وفى الطريق عادت أفكاره تطارده
وتناجى نفسه الحزينة مرة أخرى فيتذكر
المرحلة الثانية من حياته :
ذهبتُ أجمع إيجارات المنازل التى نملكها
فكانت هناك أسرة تسكن حديثا ، ولديهم فتاة
مارأيتُ مثلها أبداً فى الجمال ، فهى بحق
أجمل فتاة رأيتها بالحى ، واسمها (زينات)
فسحرنى جمالها ، وظللتُ أتحجج بكل الحجج
لأراها كل يوم ، وأهلها كل حلمهم
أن يتزوج ثرى مثلى ابنتهم الفقيرة الجاهلة
التى لاتملك إلا جمال وجهها فقط ، حتى
أصبحتُ مفتونا بها ، فمثلى لم يتحدث من قبل
مع فتاة بحياتى إلا مع بنات العائلة فقط حتى
قررتُ أن أعصى أبى ، وأن أفسخ خطوبتى
بابنة خالى (زينب ) وعجز أبى عن إقناعى
حتى تزوجتها رغم تحذير أبى التاجر الخبير
بالدنيا من أن تلك الفتاة من أسرة قليلة
*********
انتهى حجر الشيشة وأفاق (عبد المتجلى)
على نهاية الدخان فغادر المقهى متجهاً
لشركته ، وفى الطريق عادت أفكاره تطارده
وتناجى نفسه الحزينة مرة أخرى فيتذكر
المرحلة الثانية من حياته :
ذهبتُ أجمع إيجارات المنازل التى نملكها
فكانت هناك أسرة تسكن حديثا ، ولديهم فتاة
مارأيتُ مثلها أبداً فى الجمال ، فهى بحق
أجمل فتاة رأيتها بالحى ، واسمها (زينات)
فسحرنى جمالها ، وظللتُ أتحجج بكل الحجج
لأراها كل يوم ، وأهلها كل حلمهم
أن يتزوج ثرى مثلى ابنتهم الفقيرة الجاهلة
التى لاتملك إلا جمال وجهها فقط ، حتى
أصبحتُ مفتونا بها ، فمثلى لم يتحدث من قبل
مع فتاة بحياتى إلا مع بنات العائلة فقط حتى
قررتُ أن أعصى أبى ، وأن أفسخ خطوبتى
بابنة خالى (زينب ) وعجز أبى عن إقناعى
حتى تزوجتها رغم تحذير أبى التاجر الخبير
بالدنيا من أن تلك الفتاة من أسرة قليلة
الأصل ، ومرت خمس سنوات أنجبتُ منها
طفلين ، نعم خمس سنوات من العذاب
والشك وقلة الراحة ، فلقد كانت (زينات )
متسلطة عنيفة خبيرة بالحياة ، وتشعرنى
دوما بأنها كنز ماكان لمثلى
أن يحلم بالزواج منها ، وأن كل رجال العالم
هاموا بها غراما ، فتحولت حياتى معها لجحيم
لايطاق ، وتمنيت لو أتخلص منها وأطلقها
حتى أولادى الصغار أصبحوا يتلفظون بألألفاظ
السوقية التى تعلموها من أمهم الجاهلة
وأهلها السوقة ، وبدأتُ أهرب دوما من البيت
***********
أن يحلم بالزواج منها ، وأن كل رجال العالم
هاموا بها غراما ، فتحولت حياتى معها لجحيم
لايطاق ، وتمنيت لو أتخلص منها وأطلقها
حتى أولادى الصغار أصبحوا يتلفظون بألألفاظ
السوقية التى تعلموها من أمهم الجاهلة
وأهلها السوقة ، وبدأتُ أهرب دوما من البيت
***********
وصل (عبد المتجلى ) لمكتبه بشركته الخاصة
وكان العمل اليوم خفيفا ، وعاودته الأفكار
والمناجاة ؛ ليتذكر من أيام مضت تلك الناظرة
الجديدة التى تولت الادارة بالمدرسة :
إنها الأستاذة ( نفيسة ) ناظرة المدرسة
وهى امرأة عجوز وأرملة ، توفى زوجها منذ
عشر سنوات ، وترك لها بنتا أحسنت تربيتها
وتعليمها ، حتى تخرجت وتزوجت وأنجبت
طفلاً ؛ لتصبح الأستاذة ( نفسية ) جدة لحفيد
وقد أصبحت فى الثامنة والخمسين من
عمرها ، ومع ذلك : فهى سيدة عظيمة
يتمناها كل رجل ، ولاتشعر بعمرها الكبير من
رشاقتها ، وروحها الجميلة ، ونشاطها بالعمل
وأسلوبها الرقيق ، ونضج عقلها ، حتى
بعلاقتها مع مرؤوسيها تشعر بحنانها الأمومى
وصداقتها لمن يعملون معها ، وخصوصاً
رقتها المتميزة معى ، رغم أنها تكبرنى
باثنين وعشرين عاماً ، حيث لم
أتجاوز السادسة والثلاثين بعد من عمرى
ومع ذلك لاتجد عندها غطرسة الرؤساء
وكلما تحدثت اليها تمنيتُ لو يطول الحديث
بيننا ، وأشعر بنفسى طائرة تحلق بلا أجنحة
وكلما سمعتُ صوتها أحس بخفقان قلبى
وأفرح كلما رأيتها ، فأنا ما ذقتُ الحب بحياتى
أبدا ، وما رأيته إلا بافلام السينما فقط ، و لما
خطبت ابنة خالى ( زينب ) بناء على رغبة
والدى كنتُ أحس وقتها أنى أجالس شقيقتى
بلا مشاعر حقيقية، وحتى لما تزوجتُ (زينات)
كنت مفتونا بجمالها ،ولم يخفق قلبى
لروحها أبدا .....
******
ثم أفاق (عبد المتجلى)على صوت المحمول
وإذا صوت الناظرة تسأله بصوتها العذب عن
قطع غيار لسيارتها التى توقفت ، فدعاها
للمجيئ بمكتبه ؛ ليعطيها بديلاً صالحاً
وحضرتْ سريعاً ، فتلألأت عيناه لنور بسمتها
وتعطلت لغة الكلام ، وتحدثت العيون بما
لايقال ، وقد نسى كلاهما الفوارق العمرية
ففاجأته (نفيسة): قل بلسانك ماتقوله
عيونك ، فقال :
أحبكِ وكفى ، فابتسمت بنظرة الرضا ، كمن
كان يتلهف لسماعها ، وتعاهدا على الوفاء
والسعادة ، وبدأت ثورة (عبد المتجلى) فى
التمرد الثانى بحياته على زوجته (زينات)
أحبكِ وكفى ، فابتسمت بنظرة الرضا ، كمن
كان يتلهف لسماعها ، وتعاهدا على الوفاء
والسعادة ، وبدأت ثورة (عبد المتجلى) فى
التمرد الثانى بحياته على زوجته (زينات)
حتى توقف الحوار بينهما ؛ ليطلقها (عبد
المتجلى) ، ويتعهد هو بتربية الطفلين ؛لتتزوج
هى رجلا ثريا غيره .... ولكن ( عبد المتجلى )
أيقن آخيراً معنى السعادة ، ولن يضحى بها
وقد ظلل الحب الجميل بينه وبين الناظرة
العجوز ( نفيسة ) ولتذهب تقاليد وأعراف
المجتمع للجحيم ، فمن أراد السعادة لايبالى
بكلام الناس ، بل يسمع وفقط لنداء قلبه ....
......... - تمت بحمد الله - ........
بقلمى :
سمير البولاقى
القاهرة
الثلاثاء 19 يناير 2016
ملحوظة :أهدى تلك القصة لزميلى ( a ) وأرجو ممن ينقل
قصصى لأى موقع آخر بأن يكتب فيها أسمى
أو يكتب منقول لأن قصصى مسجلة بكل الطرق
القانونية وتحياتى للجميع ...
__________________......... - تمت بحمد الله - ........
بقلمى :
سمير البولاقى
القاهرة
الثلاثاء 19 يناير 2016
ملحوظة :أهدى تلك القصة لزميلى ( a ) وأرجو ممن ينقل
قصصى لأى موقع آخر بأن يكتب فيها أسمى
أو يكتب منقول لأن قصصى مسجلة بكل الطرق
القانونية وتحياتى للجميع ...