الجمعة، 21 فبراير 2014

(حبيبى : سألقاك بالجنة ) قصة قصيرة بقلمى :


خرجتْ (هيام) مِن مدرستها الثانوية تتلفتُ بحثاً عن

 حبيبها فى تلك المدينة الصعيدية المتعصبة للتقاليد

 فى جنوب مصربمحافظة (قنا) فوجدتْ حبيبَ

القلب يقتربُ منها فى حذر مِن العيون المتربصة

 وقد رمى فى يدها رسالة يبث فيها غرامَه لها


فجرتْ لمنزلها يُصاحبُها الفرحُ والخجلُ معاً

 وجلستْ على فراشها تقرأ حروفه العذبة وقد نستْ

الطعامَ وكل ماحولها ، وظلتْ تعيدُ قراءة الرسالة

 حتى غلبها النومُ ومعه أحلامُ الحب البريئة

التى راودتْ عصفوراً صغيراً أصبحَ كلُّ حلمه أنْ

 يسكنَ بعُش بسيط يجمعُه ومَن يحبُّ ، واستعدتْ

 الأسرة لتناول الغداء ، وذهبَ (أبو هيام) لغرفتها

يوقظها لتناول الطعام فوجدَ ابنته نائمة تحتضنُ

رسالة حبيبها ، فجنَّ جنونُ الأب ، واشتعلتْ

عصبيته الصعيدية وأقسمَ بالطلاق أنْ يحرمَها مِن

 إكمال تعليمها ، وعدم ذهابها للجامعة بعد شهور

قليلة مِن إتمام المرحلة الثانوية ، بل وبحثَ

لها عن زوج له أبٌّ معروفٌ حتى يقتلَ قصة الحب

 التى يعتبرُها مُحرمة وتخالفُ بيئته الصعيدية

المتشددة ، بل وحددَ موعدَ زفاف هيام بعد أيام قليلة


**********
ولما علمَ (حبيبُ هيام) بماحدث أخذ أمه ذاهباً لوالد

 هيام والذى احتقرَ زيارتهم ، وسأله : أين أبوك

 يافتى ؟ قال الحبيبُ : أنا يتيمُ الأب ، فزاد احتقارُ

 والد هيام لزواره قائلاً : عندما يكونُ لك كبيرٌ

يافتى فليأتينى ، وأنا لن أزوجُ ابنتى لمَن لاكبيرَ

 ولاأب له وانصرفَ الحبيبُ يصحابُه الخزىُّ

والفشلُ والإحباطُ مُسلِماً أمره لله ...


*******
وأصبحَ الحزنُ والبكاءُ لايفارقان هيام ، وكل هَم

والدها هو الإسراعُ بالزواج حتى تنسى ابنته ذلك

 الحب بسرعة قبل أنْ يَستفحلَ أمرُه فى قلبها

وهيهات هيهات لمَن اقتحم الحبُّ قلبه أنْ يكونَ

النسيانُ سهلاً عنده !! ...


********

وجاء يومُ الزفاف والبيتُ يمتلأ بالزغاريد ومظاهر

 الفرحة التى عمتْ الجميعَ إلا قلبَ هيام الذى اعتبرَ

أنّ هذا اليوم بمثابة جنازة لقتيل قتلوه غدراً ألا وهو

 القلبُ الذى لايجدُ مَن يواسيه أو يعزيه فى مصابه

 بل الأدهى أنْ يشاركَ الأقربون منا فى الشماتة

والفرح بينما هو معذب جريح ...


**********

ومرتْ الأيامُ متلاحقة وأنجبت هيام البنين والبنات

 ولكن شيئين غرسا فى قلبها وهما : قلبُها الجريح

 الذى لم ينسَ حبيبَ القلب وكذلك كراهيتها لأبيها

الذى اعتبرته قاتلاً ، وحرمتْ على نفسها

زيارته حتى لاتدعو عليه كلما رأته وتذكرتْ أنه

 سبب مصيبتها حتى ماتَ أبوها بعد سنواتٍ قليلة

 ولم تذرفْ عليه دمعة واحدة ..


**********
ومرتْ خمسة عشرَ عاماً و( هيام) تعيش مع زوجها

 جسداً بلاروح وزادَ مِن حزنها قسوة هذا الزوج

الذى كان صورة مِن أبيها ويحملُ نفس قسوة أهل

الجنوب فى طباعهم الغليظة التى يعتبرونها

مَظهراً للرجولة ، وأنّ العطفَ والرحمة ورقة

 المشاعر هى بنظرهم آفة لاتصحُّ وطباع الرجال

 حتى مرضَ هذا الزوجُ بمرض شديد يصعبُ معه

 العلاجُ ، وتقف هيام موقف الزوجة الاصيلة 

بجواره ولكن تشتدُّ غيرة هذا الزوج مِن كل طارق

 يسأل عنه مِن الرجال عندما تحتفى به ربة البيت

 وتزدادُ القسوة وتتحملُ هناء تلك الإهانة من أجل

أبنائها وشفقة بحال مريض سقط ...


**********

وذات يوم حضرَ الطبيبُ ليتابعَ حالة الزوج وعندما

تحدثتْ هيام مع الطبيب الشاب جنَّ جنونُ هذا

الزوج فيقوم مِن فراشه ليضربَها أمام أبنائها

ويطلقها فى لحظة جنون فتعود لمنزل أمها الذى

شهدَ مقتل قلبها لتعودَ إلى رسائل حبيبها القديمة

 تعايشُ فيها آلامها وذكرياتها الحزينة ...


********
ويمرُّ شهران وهى فى وحدتها بمنزل أمها حتى

يأتيها خبرُ وفاة زوجها المريض فتعود لمنزل

زوجها تحتضنُ أولادها وتشاركهم البكاء فى

 مصابهم الجليل ، وتشتدُّ حالة البؤس وحمل الهموم

على تلك الأم المكلومة وتعودُ كل ليل تعاودُ القراءة

 فى الرسائل القديمة لتجدَ فيها سلوتها الوحيدة وتظل

 ساهرة حتى بزوغ الصباح وقد جفتْ الدموعُ فى

 مُقلتها دون أنْ تجدَ مَن يجففها أو يمسحُها بيده

 الحنون ...


******
وظلتْ هكذا شهوراً طويلة ، وبينما هى تسمعُ قرآنَ

 الفجر الذى كان يتلو سورة يوسف بكتْ عيونها

بحرقة شديدة وإذا بها تسجدُ لله فى صلاة الفجر

 وتصبُّ كل أحزان الايام وهمومَ الزمان فى

صلاتها وأخذت تدعو الله أنْ تلقَى حبيبَها فى الجنة

بعد أنْ حرمَها القدرُ وأبوها منه فى الدنيا ، وظلتْ

 (هيام ) لاتفارقُ الصلاة وقراءة القرآن أملاً فى

 رضا الله بلقاء حبيبها فى جنة الخُلد ...


.... تمتْ بحمد الله ....


بقلمى :
سمير البولاقى

القاهرة :
الجمعة 21 فبراير 2014


ملحوظة :
أهدى تلك القصة لصديقتى السيدة (H) وأرجو من
الأخوة الكرام الذين ينقلون قصصى إلى أى مواقع أخرى ؛ بأن

يكتبوا أسفلها كلمة ( منقوووول ) حتى لايتعرضوا للإحراج ، لأنى

أتابع أعمالى على كل المواقع ، وكذلك فإن قصصى مسجلة

بتاريخها بكل الطرق القانونية ؛ لضمان حفظ حقوقى الأدبية

وللجميع تحياتى ..

الأربعاء، 12 فبراير 2014

سمير البولاقى - الحلقة الرابعة



هذا رابط يوتيوب :
************
بلقائى الرابع بالتلفزيون المصرى الذى أذيع اليوم

وأتعرض فيه :
*********
لقصة قصيرة كتبتها بعنوان :

( عندما بكى الطفل سعيد )

وأتمنى أن تنال إعجابكم ..

وتحياتى للجميع :
************
سمير البولاقى

https://www.youtube.com/watch?v=epDLjXFFSBs