السبت، 27 أكتوبر 2012

وداعا حبيبتى الكاذبة ( قصة قصيرة بقلمى )

 
انتهى سامح من عمله الحكومى ، واتجه إلى النادى

الاجتماعى ؛ ليحتسىَ هناك القهوة ، وجلسَ

 تحت شجرةٍ
  التوت الجميلة ؛ يراقب حركاتِ

 القوارب السياحية التى
تحملُ الأوربيين الذين

جاءوا مصر شتاءً يستمتعون بجوها
المعتدل

 وينظرُ إلى الطيور التى نزلتْ تشربُ آمنة

فى مياه
  نهر النيل ، ثم فتحَ الجريدة يقرأ

 مابها من أخبار، وبجواره 
كانتْ تجلسُ فتاة

 جميلة ذات عيونٍ بنية ، ووجهٍ أبيض


مُشرَّب ببعض الحمرة ، ثم كلّمتْ أمَّها

على المحمول ، وأنها
  سترجعُ البيت بعد

 ساعة ، وظلتْ تتبادلُ نظرات الإعجاب


مع سامح ، وما لبثتْ أنْ طلبتْ منه الجريدة

كمبرر للكلام
معه ، وبعد دقائق أعادتْ اليه

 جريدته وبادرته:


شكرا يا أستاذ ..لم أجد ما أبحث عنه...


فرد سامح: هل كنتِ تبحثين عن أخبار الموضة ؟ ..


فردت: لا...لقد كنتُ أبحثُ عن وظيفةٍ خاليةٍ

 لأننى
تخرجتُ من الجامعة منذ سنتين

 ولا أجدُ عملاً مناسباً
  لتخصصى فى الجيولوجيا..

فقال سامح وقد وجد للحديث مبرراً:

 
تفضلى بالجلوس فربما
  ساعدتكِ ، فأنا سامح

 موظف كبير بإحدى الشركات الحكومية


ووصلتُ لذلك بما حصلتُ عليه من مؤهلاتٍ

 علميةٍ مع
كفائتى التى وضعتنى فى المقدمة

 رغم صغر سنى إذ إنَّ


عمرى الآن لم يجاوز ال33عاما...


فابتسمتْ وشعرتْ بأنَّها قد حققتْ هدفها

 المنشود ، وأنَّ
  فريستها على وشك الوقوع وبادرته:

 
ولكننى قد تأخرتُ عن


منزلى وأنا من أسرة محافظة..


فرد سامح: طيب ممكن تليفونكِ ؛ فربما

 وجدتُ امامى وظيفة
لكِ فى الشركة

 فيمكننى إخطاركِ بذلك..وبالمناسبة ما اسمكِ ؟


فردتْ بثقة: اسمى (جمالات ) وسأنتظر

 اتصالكَ فى التليفون...


وتوالتْ الاتصالاتُ بينهما فى التليفون ، ثم

 مالبثتْ أنْ تحولتْ
  إلى لقاءاتٍ عاطفيةٍ أفصحَ

 كلٌّ منهما عن مشاعره للآخر


وبينما يجلسان فى النادى استأذنته دقائق

 لإصلاح مكياجها
فدفعه الفضولُ لفتح حقيبتها

ليكتشف أنَّ اسمها ليس جمالات


وإنّما اسمها(أمل ) فانصرف وتركها ومازالتْ

 تتصلُ به تبررُ
ذلك بأنَّها لم تكنْ تتطمئنُ

 بعد له ، وأنَّها اطمأنتْ الآن 
وأنها كانت

 ستُعلمُه بذلك ، ومازالتْ تصالحُه حتى رضى


بالأمر وسامحها...ثمَّ مرَّتْ شهور ، ووجدَ لها

 وظيفة مناسبة
  فى الشركة لفتاةٍ جامعيةٍ

 مثلها ، ولكنها فاجأته بالكذبة الثانية


وهى أنَّ تعليمَها ليس عالياً ولكنه متوسط

 وأنَّها اضطرتْ
  لذلك ؛ لتجدَ المبررَ للتعرف

 عليه... وبعد قليلٍ من الزعل


رضخ لتوسلها وسامحها... ثم استأذنها ؛ ليذهبَ

إلى أخته
؛ ليفضَّ مشكلة بينها وبين زوجها....

ومرَّتْ شهورٌ أخرى وعرَّفته على بعض أصدقائها 


وبينما يسيرُ فى الشارع إذا به يقابلُ أحدَ

 أصدقائها الذى
يفاجئه بالسؤال عن مشكلة أخته

مع زوجها ، مع أنَّه لم يحكِ
  لأحدٍ غيرها فهرب

 من سؤاله بلطفٍ ، وابتعد عنها فترة


وهى تحاولُ مراراً مصالحته ، وتوهمه بأنها

 لم تقلْ شيئاً
  لهذا الرجل ، وتقسمُ له أنها

 لا تعرفُ رجلاً غيره - ولاحتى
  صديق

 ولم يسامحها إلا بعد أنْ عرف بأنَّ ذلك الرجل

 الذى
  سأله عن مشكلة أخته متزوج ، وعنده

 نصف دستة من
  الأولاد ، وتناسى بالفعل

 سامح كذبتها الثالثة....


ومرَّتْ شهورٌ أخرى وكان على موعدٍ معها

 فى النادى بعد 
انتهائه من عمله ، وبينما

 هى قد جاءتْ قبله وانتظرتْه ، فإنه


أراد أنْ يفاجئها من خلفها ، ووجهها إلى نهر

 النيل ، وإذا بها
  كانت تتكلمُ على المحمول

 دون أن تدرى بأنه خلفها وتقول:


اوكى ياحسان أنا أحبُّ أسمعُ صوتكَ دوماً ..

وأفرحُ من
سؤالكَ علىّ ..وأنتَ عزيز جدا عندى 

ولمَّا أحسَّتْ بوجود سامح ارتبكتْ ، وهو

 يزمعُ الرحيل
النهائى وهى تبررُ بأنَّ كلامَها

 كان مجرد كلام عادى
  لصديق....وبأنها

 لم تتصلْ به ، بل هو الذى اتصل بها وأنها


اضطرتْ للمجاملة ... ولكن سامح انصرف

 مبتعداً عن
دموعها المزيفة مثل دموع

التماسيح ، وقال لها:


الوداع ياحبيبتى الكاذبة ....فالكاذبة لا تحب

بصدق
أبدا...والكذب خيانة....

وأغلق محموله حتى لايسمع توسلاتها بالعودة...


وعاش وحيداً مع الأحزان

 يتجرعُ مرارة الحب
الضائع ...

تمت بحمد الله تعالى

بقلمى

سمير البولاقى


ملحوظة : برجاء على كل من ينقل قصصى الى منتديات أخرى بكتابة كلمة ( منقول ) أسفل قصصى ، لأن كل قصصى مسجلة بكل الطرق القانونية وتحياتى للجميع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق