الجمعة، 19 أكتوبر 2012

يوم الأحد ( قصة قصيرة ) أول قصة كتبتها فى حياتى !!

خرجَ سامح - كعادته - وحيداً مِن الكلية ، ثم عبرَ بابَ


جامعة القاهرة الخلفىّ ، بعد انتهاء المحاضرات ، وعلى

وجهه ارتسمتْ السخرية مِن الناس ونفاقهم ، وأما عيونه

العسلية فارتسمتْ عليها النظرة الحزينة مِن صدمات القدر

المتلاحقة ، ثم ركبَ العربة التى توصله لمنزله ، وظلّ

شارداً فى أفكاره ، وإذا بحبيبته التى يعشقها وقد جلستْ

بجواره ، وهو لايدرى ...


ولم يكنْ المكان وحده ليجمعه بزميلته ، ولكن الزمان أيضاً

فإنّ اليوم هو الأحد ، وهو يعنى الكثير لسامح فهو اليوم الذى

صارحَ هو وحبيبته ، كل منهما الاّخر ، وكان يوم الأحد

أيضاً هو اليوم الذى افترقا فيه عن بعضهما عاطفياً مع

احتفاظهما بصداقتهما ، كزميلين فى الكلية ، كما طلبتْ هى ..


وبعد أنْ اجتمعتْ تلك الأسباب....الأطلال...الذكريات...ألأيام

لم يتحملْ سامح أنْ يتذكرَ تلك الأيام الجميلة ، فكلما

تذكّر حلوها ، ازداد حسرة ومرارة على ما هو فيه الاّن

ولقد تعجبَ سامح لأنّ الساعة الآن الرابعة عصراً ، على

الرغم مِن أنّ حبيبته لا تظل فى الكلية بعد الساعة الثانية

ظهراً ؛ بسبب التقاليد الريفية التى ترغمُها على الذهاب

مبكرا لمنزلها ، لولا أنه تذكّر بأنّ اليوم يُعقد فيه امتحانٌ

فى وقت محدد ، فقال فى نفسه :

يالها صدفة أعجب من العجب ، أيمكن أن يحدث كل هذا فى

يوم واحد لايفارقنا ، وهو يوم الأحد؟!

وإذا بحبيبته تتصفحُ أوراقه التى معه كزوجةٍ تشكُّ فى زوجها

فوجدتْ ورقة تحوى أفكاراً سياسية تراها خطيرة ، فبادرته :

ألم أنصحْك مِن قبل بأنْ تبتعدَ عن تلك الافكار ، ولقد

وعدتنى وقتها بأنكَ بالفعل قد ابتعدتَ عنها ؟

فرد عليها سامح :

بلى ابتعدتُ عنها فى الماضى ، كما كنتِ تطلبين ، ألم

تسألى نفسكِ لماذا ؟ لأنه كان ورائى دافع ، وهو أنى كنتُ

أعمل حساب أنّ هناك....إنسانة تحبنى ، وتخاف علىّ

وتبكى وتتألم لفراقى...إذا اعتقلونى ، ولكن اليوم....أين هو

الدافع ؛ فلقد افترقنا عاطفيا ، وصرحتِ لى بأنكِ كنتِ تكذبين

علىّ ،ولم تفكرى فىّ ، ولو للحظة واحدة ! ...على الرغم

مِن شدة حبى لك ، فبالله ما الذى يبعدنى عن تلك الأفكار الآن ؟

واغرورقتْ عينا سامح بدموعٍ عزيزة ، اجتهدَ فى منعها دون

فائدة ، ثم حدثتْ مفاجأة دوت برأس سامح ، إذ قالت المحبوبة :

تمهل فإنه فى ....

وآهٍ من كلمة ( فى ) بمفهوم حبيبته ، فلقد كانت تعنى كما

عرفها ، أى أنه يوجد حبيبٌ فى القلب ، ولكنها لم توضحْ

أى قلب بداخله سامح ، فبادرها سامح :

هل يوجدُ فى قلب أحد مِن الفتياتِ التى تزاملهما فى الجامعة؟

ومازالتْ تنفى أى اسم يذكره سامح ، وازدادتْ حيرته ، فهل

تتحدث عن نفسها ؟ وهل مازلت تحبه ؟ وأخذ يلح عليها

حتى جاءت محطتها ، فأرادت توديعه ؛ لتنزلَ مِن العربة

وهو يلح من تقصدين ؟ وإذا بها تحيره أكثر ؛ لكى تجعله

فى دوامة من الفكر ، ثم قالت :

إنى مسافرة إلى القرية عند عمى لمدة أسبوع ؛ لحضور عرس

ابنة عمى ، وستعرف ردى عندما أعود، أى يوم الاحد القادم

ثم نزلتْ بسرعةٍ ، وتركتْ سامح وحيداً يعانى الحيرة

متلهفاً فى انتظار الجواب يوم الأحد....
تمت بحمد الله
بقلمى
سمير البولاقى


ملحوظة : هذه هى القصة الأولى التى كتبتُها فى حياتى بالمفاهيم الفنية والعلمية للقصة ، حيث كنتُ لااأزال طالبا بجامعة القاهرة ....ورجاء على من ينقل قصصى لمنتديات أخرى أن يكتب أسفلها كلمة ( منقول ) حتى لايتعرض للإحراج ؛ لأننى أتابع قصصى فى جميع المواقع وكلها مسجلة قانونياً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق