الجمعة، 19 أكتوبر 2012

الخنساء....شاعرة الرثاء


من هى الخنساء؟
هى تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد من بنى سليم ، وولدتْ 575م ، وتوفيتْ 664 م


لماذا لقبت بالخنساء ؟
لجمال أنفها وارتفاع أرنبتى أنفها...


كيف نشأتْ ؟
لقد نشأتْ فى بيتٍ كريمٍ ، وبدأتْ تقول الشعر مقطوعاتٍ قصيرةً ، وقد زُوِّجتْ من ابن عمها رواحة بن عبدالعزيز السلمى ، ثم من مدراس بن عامر السلمى ...


متى بدأتْ مأساتها ؟
بالتحديد سنة612 م وذلك عندما قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية ، فقامتْ الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر ، وفعلاً استطاع أخوها صخر أن يقتل دريد انتقاماً لأخيه ، ولكنه مالبث أن أصيب وتوفى 612م وكانت الخنساء تحب أخاها صخراً جداً أكثر من باقى أخوتها - رغم أنه كان أخاها من أبيها عكس معاوية الذى كان شقيقها ولكن صخرا كان يرعاها ويعطف عليها ويفرج كربتها عندما تقع فى أزمات مالية بسبب زوجها المتلاف للمال - ولذلك بعد مقتل صخر فإنها ظلتْ ترثيه بين العرب ، وتبكيه شعراً لدرجة أنه قيل أنها أصيبتْ بالعمى بسبب شدة بكائها على صخر....



كيف أسلمتْ ؟
وذلك عندما سمعتْ عن بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - فإنها قدمتْ على النبى مع قومها بنى سليم فأسلمتْ معهم ، وقيل إن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يعجب بشعرها ...

مامدى إيمانها يوم القادسية ؟
لعل موقفها يوم القادسية خير دليلٍ على ثباتها ، وحُسن إيمانها ؛ فقد خرجتْ فى هذه المعركة مع المسلمين فى عهد عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ومعها أبناؤها الأربعة وهناك وقبل بدء القتال أوصتهم قائلة: يابنىّ لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذى لا إله إلا هو أنكم بنو امرأةٍ واحدةٍ ، ماخنتُ أباكم ، ولافضحتُ خالكم ....


إلى أن قالت:-
فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرتْ عن ساقها ، وجعلتْ ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة فى دار الخلد والكرامة ...


ولما دارتْ المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد الآخر ، وحينما بلغ الخنساء خبر مقتل أولادها الاربعة قالت : -


الحمد لله الذى شرّفنى باستشهادهم ، وأسأل الله أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته .....



ولقد ماتتْ الخنساء فى عهد عثمان بن عفان فهى تعتبر شاعرةً مخضرمةً لأنها عاشتْ فى عهدين حيث عاشتْ فى الجاهلية ، وأدركتْ الإسلام...




ماهى صفاتها الشخصية ؟

وبم يمتاز أسلوبها ؟ ومامدى شاعريتها ؟

هى امرأة مرهفة الإحساس ، وفيةٌ لأخيها ، تمجد فى الرجل الصفات النبيلة ، كالشجاعة والقوة والكرم والطموح ، وتكشف أشعارها عن طبيعة المرأة التى تستنجد فى الأحزان بالدموع الغزيرة .......


ويتميّز أسلوبها ب : - وضوح اللفظ ، وإحكام الصياغة ، وصدق التعبير ، وجمال التصوير ...


وأما عن شاعريتها : - فهى تعد من أشهر شعراء الجاهلية ، وقيل أنها كتبتْ الشعر خصيصا ً بعد مقتل أخويها ، وطغى على شعرها الأسى والحزن والفخر والمدح ... ولقد قال عنها النابغة الذبيانى : الخنساء أشعر الجن والأنس...


مقتطفات من شعرها
أعينىّ جودا ولاتجمدا....ألاتبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل..ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد رفيع العماد.....ساد عشيرته أمردا
إذا القوم مدوا بأيديهم ......إلى المجد مد اليه يدا
فنال الذى فوق أيديهم...من المجد ثم مضى مصعدا
ترى الحمد يهوى إلى بيته....يرى أفضل الكسب أن يُحمَدا


ولا يفوتنى طبعا أن أذكّر ببيتين آخرين للخنساء فى رثاء صخر عندما قالتْ :

ذكرتُكَ فاستعبرتُ والصدر كاظم ...على غصةٍ من الفؤاد يذوب
لعمرى لقد أوهيتُ قلبى عن العزا...وطأطأتُ رأسى والفؤاد كئيب


ونلاحظ فى البيتين السابقين أن الفعل ( ذكرتُكَ ) يتكرر كثيراً فى شعر الخنساء ، والغاية من توظيفه : هو التأكيد على فداحة الأمر ، وتعلّق الشاعرة بأخيها الذى رحل إلى دار البقاء ، وارتبط التذكّر عندها بذرف الدموع ، فى حين يظل الصدر كاتماً للحرقة الداخلية ، تلك النار التى لا يطفئها أى عزاءٍ مهما كان نوعه ، وإن قلب الخنساء يذوب من شدة المعاناة....


وأختم كلامى ببيتين للخنساء تقول فيهما : -
يذكّرنى طلوع الشمس صخراً....وأذكره لكل غروب شمس
فلولا كثرة الباكين حولى.........على اخوانهم لقتلتُ نفسى


وأتمنى أن يعجبكم مقالى المتواضع عن الخنساء ، وللجميع تحياتى......


هذا البحث من إعدادى
سمير البولاقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق