الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

الطبع يغلب التطبع ( مقالة بقلمى )


عندما كنتُ صغيراً :

 وأُخطِئ فى سلوكٍ ما أمام


جدتى ، ثم أعدها بعدم تكرار الخطأ ، فكانتْ

تضحك ساخرةً من سذاجتى وتقول :

( إنّ الطبعَ يغلبُ التطبّعَ )......

ولما كبرتُ :

 وتعمقتُ فى دراسة علم النفس ، كنتُ دوماً

 أتذكر
مقولة جدتى ، حتى سمعتُ عن تجربةٍ

 نادرةٍ ، وتتلخصُ فى
أنَّ العلماءَ قد أحضروا

 شابين توأم ، حيث انفصلَ والداهما بعد


الرضاع مباشرةً فى سويسرا، واتفق الأبُّ

 مع الأم أنْ يرحلَ
خارجَ البلاد ، وأنْ يأخذ

 كلٌّ منهما ولداً ، ويتركَ توأمه لطليقه....


أى سنجدُ هنا :

 أنَّ العامل الوراثى واحدٌ ، لأنهما توأمٌ ، ولكنَّ


البيئة مختلفةٌ ، حيث عاشَ كلٌّ منهما فى بلدٍ

 الأول مع أبيه
والولد الثانى مع أمه

 وتلخصتْ تجربة علماء النفس فى
عرض

 مئات الأسئلة
، فى موضوعات الحياة المختلفة

مِن
نوع الطعام ، واللون المفضل والموسيقا

المحببة...إلخ .....


وكانت النتيجة هى :

 56% اتفاق فى الأفعال والتصرفات


ونسبة 44% اختلاف فى الأفعال والتصرفات...

أى أنَّ الوراثة أكثرُ تأثيراً مِن البيئة......

فعدتُ إلى مقولة جدتى السابقة :

 بأن ( الطبع يغلب التطبّع )


وعجبتُ كيف تصلُ هذه المرأة ، وغيرها مِن

 النساء
الكبيرات سناً بفطرتهن ، وتعليمهن

المحدود البسيط
إلى ما وصل اليه العلماء.......

ولكننى فطنتُ إلى :

 نتيجةٍ مؤداها بأنَّ الإنسان
إذا صفتْ روحه


وخلتْ نفسه مِن هواجس المادة ، وامتلأ قلبه

 بالإيمان المعتدل
أدركَ كثيراً مِن فلسفة الكون

 والتى يحتاجُ لفهمها مجموعة


من العلماء ؛ ليختبروها حتى يقروا بها....

وسيظلُّ الإنسانُ أكبرَ ألغاز الكون...


فياربُّ  :

املأ قلوبنا بالإيمان والتقوى...


واغمرْ أنفسنا بالرضا والقناعة والصفاء الفطرىّ ...

بقلمى

سمير البولاقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق